كيفية اختيار شريك الحياة المناسب ( 1 )

هذا الموضوع يعتبر اهم قرار يستدعي اتخاذه بالشكل الصحيح من جميع المقبلين علي اتخاذ خطوة جدية للارتباط

كل منا يضع مواصفات قياسية لشريك حياتة المستقبلي و يحدد مجموعه من النقاط الواجب توافرها في شريك حياته اللذي يتمناه و يأمله للارتباط به في المستقبل ..
لكن كم منا حدد تلك النقاط بشكل صحيح و بطريقة عملية و موضوعية ؟

هل تعلم عزيزي القارئ و عزيزتي القارءة ان هناك حالة طلاق تحدث في مصر كل 6 دقائق ؟  ( حسب معلومات الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الاحصاء لعام 2013)

هل تعلمون ان معدلات الطلاق في العام الاول من الزواج بلغت 35 %
و في العام الثاني من الزواج بلغت 22 %

هل تعلمون ان نسبة المطلقات بلغت اعلي معدلاتها في الفئة العمرية ما بين 25 سنة : 30 سنة بنسبة بلغت 24 %

هل تعلمون ان عدد عقود الزواج بلغت 909350 عقدا في العام 2013 مقابل 922425 عقدا في عام 2012 بانخفاض قدره 13075 عقد اي بنسبة بلغت 2 %

و من جهة اخري بلغت عقود الطلاق 162583 حالة طلاق في عام 2013 مقابل 155621  حالة طلاق في عام 2012 بزيادة قدرها 7322 حالة طلاق بنسبة قدرها 5 %

 شجار ارتفعت حدته حتي بلغت الذروة 
مشاهد لصراخ و ضرب و احيانا اهانة و مشاهد متكررة من ترك الزوج للمنزل و طلب الزوجة للطلاق اللذي يرضخ له الزوج غالبا و اذا ابي فيكون للخلع مكانا حصريا في حياة الاسرة المصرية
و يحمل تبعات تلك المعضلة الكبرياطفال لاذنب لهم الا لوجودهم في مجتمع مفكك و مبادئ تم نسيانها علي مر التاريخ

كل ذلك دون ان يلتفت احد الي ان معدلات الطلاق قد وصلت بمصر للمركز الاول علي مستوي العالم فيما يخص معدلات الطلاق
علي حسب الدراسة المقدمة من مركز معلومات دعم و اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء لهذا العام

كمل اوضحت الدراسة ان معدلات الطلاق قد ارتفعت خلال الخمسين عاما الماضية من 7 % الي 40 % مما يعني وصول عدد المطلقات في مصر الي اكثر من 6 مليون مطلقة اغلبهم في الفئة العمرية ما بين 25 سنة و 30 سنة بنسبة وصلت الي 24 %

و زيادة معدلات الطلاق كظاهرة اجتماعية لا ترجع في الاساس الي مرض نفسي او تغيرات نفسية بقدر ما ترجع الي تغيرات اجتماعية و اختلاف في تركيبة المجتمع و طريقة معاملة الازواج او الزوجات مع بعضهم البعض او مع المشاكل اللتي تصادفهم في حياتهم الزوجية و اختلاف ردود الافعال عن الماضي 
و اكبر هذه المتغيرات و تأثيرها هو عدم تحمل المسئولية و اعتبار ان الزواج مجرد فسحة  و وقت جميل يقضيه الطرفان ليس الا
و الكذب في ادق تفاصيل الحياة و عدم الصراحة و المصداقية منذ اليوم الاول للتعارف علي الطرف الاخر علي عكس الماضي حيث كانت المبادئ هي المعيار الاول للاختيار مما يؤثر في تصاعد المشاكل بشكل حاد و الملل من الطرف الاخر مما يؤدي في النهاية الي طريق مسدود ينتهي عند المأذون مقرا نهاية لاسرة مصرية جديده في دفتر الطلاق المعهود

و للاسرة و الاهل دور كبير فيما وصلنا اليه اليوم . فلم تعد الام تجلس بجانب ابنتها لتعلمها كيف تتعامل مع حياتها القادمة بل اصبح الاهل سببا اساسيا في افساد الحياة الزوجية بين اي زوجين حديثي العهد بالزواج اذا اخدنا في الاعتبار ارتفاع حالات الطلاق في السنة الاولي للزواج و اضفنا اليها انهيار القيم الاجتماعية اللتي تربينا علينا في الماضي فخرجت اجيال لا تعرف قيمة البيت و الاسرة و الحياة الاسرية و كيف يقيمون قواعد اسرة صحيحة في مجتمع صحيح 

كما اصبح التسرع و سوء الاختيار لشريك الحياة المناسب سببا رئيسيا في فشل اي علاقة زوجية 
و من هنا اصبح ضروريا علي كل المقبلين علي الزواج التروي عند اختيار شريك الحياة المناسب و تحديد جميع المواصفات اللتي ينبغي توفرها في شريك الحياة اللذي سنكمل معه حياتنا القادمة

و من هنا قررنا كتابة هذا الموضوع لان واجبنا ليس فقط ايجاد شريك الحياة المناسب لكم فقط و لكن ايضا ايجاد السعادة بعد الزواج بشريك حياة تكملون معه حياتكم القادمة
انه موضوع يهم جميع الاشخاص المقبلين علي الزواج و في الاجزاء القادمة - ان شاء الله - سوف نفرد مساحة لكل فئة في كيفية اختيار شريك الحياة المناسب بطريقة علمية و عملية و كيفية تطبيقها علي ارض الواقع لنصل بكم الي حياة اسرية سعيدة بمشيئة الله  

يتبع ( كيفية اختيار شريك الحياة المناسب ( 2 )